ديوان الحب

يا من رحلت وتركت قلبي في المطار

أتذكر آخر عناق، آخر حوار

كنت أظن أن الحب أقوى من السفر

لكن المسافة انتصرت على الأشعار

في كل ليلة أكتب لك رسالة

وفي كل صباح أمزقها

لأن الكلمات عاجزة عن وصف

ما يحدث في قلب العاشق المهجور

أنت حبيبة الروح والجسد

أنت الوطن الذي لا حدود له

في عينيك أرى كل الأوطان

التي فقدتها في رحلة العمر

أحبك كما يحب الطفل أمه

كما يحب المنفي وطنه

كما تحب الأرض المطر

بعد طول انتظار وصبر

في ليلة الوداع الأخيرة

كانت النجوم تبكي معنا

والقمر يخفي وجهه خجلاً

من دموع العاشقين

قلت لها: سأنتظرك

حتى لو طال الانتظار

قالت: الحب لا ينتظر

والقلوب لا تعرف الصبر

رحلت في الفجر الباكر

وتركتني أحمل الذكريات

كحقيبة ثقيلة على الكتف

في رحلة لا نهاية لها

يا طير يا رايح عالشرق

خبر عن اللي بيشتاقوا

قلهم إني ما نسيت

وإن قلبي عم يناديهم

في كل صباح بفتح الشباك

عسى شوف وجه الحبيب

بس ما بشوف غير الغيم

والشمس عم تخبي وراه

يا ريت الزمن يرجع لورا

ونرجع نكون سوا

بس الزمن ما بيرجع

والحب بيبقى ذكرى

في الصمت أجد كلماتي

وفي الوحدة ألقى روحي

أتحدث مع الظلال

عن حب لم يكتمل

الليل صديقي الوحيد

والنجوم شاهدة على ألمي

أكتب على رمال الذاكرة

أسماء محبوبين رحلوا

في كل قصيدة أكتبها

أبحث عن وجه ضائع

في متاهة الزمن

والمسافات الطويلة

كان لي حبيب في زمان

كالقمر في ليلة تمام

لكن الأيام فرقت بيننا

وبقيت وحيد في الظلام

أتذكر صوت ضحكته

كأنغام العود في المساء

وأتذكر لمسة يديه

كنسمة الربيع العذراء

مرت السنون وما نسيت

طعم الحب الأول الحلو

يبقى في القلب محفوراً

كالنقش في الحجر القديم