قصص الحب

عزيزتي سارة، كتبت لك هذه الرسالة والياسمين يملأ شوارع دمشق، لكن قلبي خالٍ منك. مرت ثلاث سنوات منذ رحيلك إلى باريس، وما زلت أنتظر عودتك كما وعدتني. أتذكرين ذلك المساء في البيت الدمشقي القديم؟ كنا نجلس في الفناء تحت شجرة الليمون، وكنت تقولين لي أن الحب أقوى من المسافات. لكن المسافة انتصرت علينا يا حبيبتي. وصلتني رسالتك الأخيرة تخبريني فيها عن خطوبتك. أعرف أنك تستحقين السعادة، لكن قلبي لا يزال يحمل حبك كما يحمل دمشق عبق التاريخ. سأحبك دائماً، أحمد

في مقهى الروشة، حيث التقينا لأول مرة، جلست اليوم وحيداً أتذكرك. البحر ما زال يحكي حكايتنا للأمواج، والنوارس تحلق كما كانت تحلق أحلامنا. كنت تحبين القهوة التركية بالهيل، وكنت أحب صوت ضحكتك أكثر من أي شيء في هذا العالم. قلت لي يومها: "الحب في بيروت له طعم مختلف"، وصدقتك. لكن الحرب فرقتنا، والمسافة أكلت قلوبنا. سافرت إلى كندا بحثاً عن الأمان، وبقيت أنا هنا أحرس ذكرياتنا. اليوم وصلني خبر زواجك. أعرف أنك تستحقين كل السعادة في العالم، لكن اسمحي لي أن أحتفظ بحبك في قلبي كما أحتفظ بيروت بجمالها رغم كل الجراح. مع كل الحب، كريم

على كورنيش النيل، حيث شاهدنا معاً ألف غروب، أقف اليوم وحيداً أشاهد الشمس تغرب خلف الأهرامات. النيل يجري كما كان يجري، لكن قلبي توقف منذ رحيلك. كنا نحلم بشقة صغيرة في الزمالك، وأطفال يلعبون في الحديقة. كنت تقولين لي: "مصر أم الدنيا، وأنت أبو قلبي". كانت كلماتك تملأ روحي بالدفء. لكن الحياة لها خطط أخرى. مرضك جاء مفاجئاً كعاصفة في صحراء هادئة. حاربنا معاً، لكن القدر كان أقوى منا. رحلت في ليلة شتاء باردة، وتركتني أحمل حبنا وحيداً. كل مساء أجيء إلى هنا، أحدثك عن يومي، وأنتظر رداً لن يأتي. أحبك إلى الأبد، محمد

حبيبتي نورا، في صحراء نجد، حيث النجوم تحكي أسرار العشاق، كتبت لك هذه الكلمات. الليل هادئ والقمر يضيء الكثبان الذهبية، لكن قلبي مظلم بدونك. أتذكر ذلك اليوم في حديقة الملك عبدالله، عندما قلت لي أن حبنا مثل النخيل، عميق الجذور وقوي الجذع. لكن العواصف أقوى مما ظننا. أهلك رفضوا زواجنا، وأهلي صمتوا. التقاليد انتصرت على الحب، والمجتمع فرق بيننا. تزوجت من ابن عمك كما أرادوا، وتزوجت أنا من الوحدة. مرت خمس سنوات، وما زلت أحبك. أعرف أنك سعيدة الآن، وهذا كل ما يهمني. لكن اسمحي لي أن أحتفظ بذكراك في قلبي كما تحتفظ الصحراء بآثار القوافل. دعواتي لك بالسعادة، سعد